فاقمت سنوات الحرب التسع في سورية من معاناة المرأة ووضعتها تحت ضغوطات كبيرة جدا لم تعتادها مضافاً إليها المعوقات الاجتماعية والثقافية الموجودة قبل الحرب والمتمثلة بمجموعة الأعراف والتقاليد والممارسات الاجتماعية التي تفقد النساء شعورهن بالاستحقاق الذاتي والثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن أنفسهن ومما زاد في حجم المعاناة انتقالهن لدول اللجوء والتي تشكل مجتمعات جديدة مختلفة العادات كذلك تحدي اللغة والاختلافات المجتمعية والضغوط والأعباء الاقتصادية الواقعة على المرأة والأسرة بشكل كبير كل هذه الضغوطات و التحديات التي تواجه المرأة أبعدها عن الاهتمام في نفسها والبحث عن مساحة آمنة تشعرها بجمالها وأنوثتها
لاحظت جمعية زنوبيا من خلال انخراطها بالعمل مع الفئات الفقيرة والبسيطة أن زيارة النساء لصالونات الحلاقة النسائية والاهتمام بأنفسهن يعتبر شيء من الترف الغير مقبول في ظل الفقر والحاجة والسعي الى لقمة العيش
أطلقت جمعية زنوبيا مبادرة (لأنك تستحقين) بمناسبة حلول عيد الفطر والتي تعتمد على أن صالون الحلاقة والزينة هو من يأتي إلى النساء إلى بيوتهن لعل هذه المبادرة تدخل الفرحة إلى قلوب نساء عانين الكثير من الألم والتعب والاستغلال والتهميش وتشعرهن بأنهن مهمات وأنهن جميلات ويستحقن أن يكن أجمل.
استجابت للمبادرة 7 خبيرات تجميل من فريق السيدات اللواتي تم العمل معهن ليكن قادرات على التأثير المجتمعي من خلال دعوتهن لعدد من الجلسات تتمحور عن الصحة النفسية والجسدية وأيضا تثقيفهن قانونيا ومجتمعيا بالإضافة الى دعم قدرتهن على العمل والاكتفاء الذاتي تطوعت الخبيرات ال 7 لتقديم الخدمة التجميلية للنساء في البيوت الصديقة
استطاعت الخبيرات بمساعدة فريق زنوبيا الحصول على مواد التجميل اللازمة والكافية لتغطية هذه المبادرة
تم استضافة السيدات في ثلاث من البيوت الصديقة ليتم تحويلها إلى مراكز تجميل مؤقتة لتقديم ما يستحقونه من تجميل سواء من قص أو صبغ أو تصفيف للشعر وأيضا تجميل وعناية للبشرة، استمر العمل بكل بيت لما يقارب الخمس ساعات
قدمت خبيرات التجميل المساعدة لمجموعة 52 سيدة وطفلة أغلبهم أرامل وأيتام أو من ذو الاحتياجات الخاصة أو زوجات لذوي احتياجات خاصة
نحن كفريق زنوبيا كنا بقمة السعادة عند تلقينا صور تلك السيدات عندما رأينا سيدات كن يضحكن لأول مرة منذ تعرفنا عليهن ولقائتنا بهن من خلال البيوت الصديقة
نعم تستحقين سيدتي أن تفرحي فالفرحة تليق بك
حررت بتاريخ 1/11/2016