قصة نجاح العمل عبر الأونلاين

  

أطلقت جمعية زنوبيا مشروعها بيوت من أجل السلام مع السيدات اللواتي يقطن في المجتمعات المحلية في غازي عينتاب من السوريون المهجرين عبر إقامة العديد من الجلسات المنزلية واللقاءات العامة والتدريبات والتي تهدف إلى نشر مفاهيم بناء السلام والتعايش السلمي وقبول الآخر والتسامح ونبذ خطاب الكراهية ومكافحة الإرهاب فضلاً عن تزويد المجتمع بالكوادر النسائية المؤهلة (المؤثرات المجتمعية) التي سترفع من الوعي الاجتماعي بالسلام وتفعيل دور المواطنة من أجل هزيمة الفكر المتطرف الذي ورّثته ظروف الصراع والحرب.

تتم الأنشطة في بيوت السيدات المستهدفات في المجتمعات المحلية في مدينة غازي عينتاب والتي تعتبر مراكز جذب لزيادة الوعي حيث تعمل المؤثرات المجتمعيات(الميسرات) في زنوبيا بعد تعزيز العلاقات في المجتمع المستهدف بإجراء جلسات توعية في هذه المنازل عبر دعوة نساء الحي لحضور جلسات التوعية، حيث يشارك في كل جلسة حوالي 15-20 امرأة.

تقوم المؤثرات المجتمعيات في زنوبيا بتنفيذ جلسات في بيئة تسودها الثقة والقبول بين الميسرات والمستفيدات

مع انتشار وباء كورونا كان هناك تحدي كبير أمام جمعية زنوبيا باستمرار العمل في البيوت وفي ظروف التباعد الاجتماعي والتخوف من التجمعات في بيئة فقيرة لا تمتلك وسائل الحماية والوقاية ولا تمتلك الوعي بضرورة أخذ الحيطة والحذر وبموجب القرارات التي اتخذتها الحكومة التركية بمنع التجمعات وفرض إجراءات حالة التباعد الاجتماعي وفرض أيام من حظر التنقل للأفراد. 

كان لابد من أن تتخذ جمعيه زنوبيا قرارا بإيقاف الجلسات الفيزيائية والبحث عن طرق بديلة وقدكان الفضاء الافتراضي هو المخرج من هذا التحدي لكن هذا الاجراء بنفس الوقت فرض تحدي من نوع آخر وهو إن النساء في البيوت الصديقة غالبيتهن غير متعلمات ولا يجدن التعامل بسهولة  مع برامج التواصل الاجتماعي وأدوات التكنولوجيا الحديثة وهن من بيئات مجتمعية مغلقة يصعب عليهن تقبل طرق جديد في التواصل 

استطاعت جمعية زنوبيا من خلال عملها مع هذه الفئة خلال السنوات السابقة بناء ثقة بينها ورفع من سوية الوعي لديهن بحيث تتقبل الأفكار الجديدة وطرق التواصل الجديدة وتتفاعل معها بشكل إيجابي فاق حقيقة تصورنا في الجمعية

بدأ التخطيط للانتقال في الجلسات الى أونلاين عبر عقد اجتماع بين كامل الفريق الإداري والتقني والذي أتُخذ فيه قرارً بالبحث عن منصة الالكترونية سهلة وبسيطة وملائمة للفئات المستهدفة التي نتعامل معها 

وقد تم اختيار المنصة الالكترونية جيتسي من قبل المسؤول التقني في جمعية زنوبيا حيث أن من أهم ميزات هذه المنصة أنها سهلة في دخول وانضمام السيدات وتفتح مباشرة عن طريق متصفح كروم  المتوفر لدى كافة أجهزة الموبايل ولا تحتاج هذه المنصة الى تحميل برنامج خاص من متجر بلاي

وضعت خطة للعمل تعتمد على نقاط محددة وواضحة تتكون من:

تدريب تقني لكامل فريق زنوبيا الإداري والتيسيري-

نقل هذا التدريب الى الفئة المستهدفة حيث قام الفريق الإداري بعدة أمور ساعدت في النهاية إلى انضمام السيدات ومن هذه الأمور التي اجراها الفريق-

إصدار فيديو تعليمي وتوضيحي من قبل الفريق الإعلامي يشرح فيه وبشكل سلس ومبسط الطرق المتبعة للدخول الى هذه المنصة                                      – تدريب النساء في البيوت على كيفية استخدام البرنامج عن طريق الشرح العام ثم التواصل بشكل فردي مع كل سيدة وثم المتابعة معهن في الفيديو الذي أنتجه القسم الإعلامي

تم تجريب العمل والدخول إلى الاجتماعات مع كل السيدات من خلال جلسات عامة تتحدث عن وباء كورونا وطرق الحماية والوقاية منه-

 تجريب الرابط مع السيدات قبل موعد الجلسة ومتابعة كامل الفريق مع السيدات في مجموعات الواتس أب لحل مشاكل الدخول عند بعض السيدات وذلك – 

بتصوير شاشة الجوال وإرسالها إلى المجموعات ومساعدة الفريق مباشرة وتقديم التوجيهات لحل المشكلة والانضمام إلى المنصة التفاعلية مع فريق التيسير والسيدات

من خلال هذه الإجراءات استطاع فريق جمعية زنوبيا من الميسرات والتقنيين أن ينفذن (أكثر من 10 جلسات بين تجريبية وتدريبية استهدفت 137 سيدة خلال شهرين)   كانت النتائج منذ البداية مشجعة فاقت توقعاتنا مع السيدات وعوائلهم حيث لوحظ مشاركة الرجال من البيوت الصديقة أيضا في الجلسة العامة المفتوحة التي تتحدث عن المواطنة مع السيدات وقدموا أراء مهمة في الجلسة كما لوحظ  تجاوب جيد من النساء الكبيرات  في السن والغير متعلمات ساهم هذا في تحقيق راحة نفسية (إحدى السيدات تقول زنوبيا جمعتنا في زمن فرقتنا كورونا)ا 

نجاح التجربة يدل على إمكانية فتح أفاق جديدة لهذه السيدات في التعلم والتدريب ورفع من قدراتهن قد يكون منها إتاحة فرص عمل لهن يساهم في سد الاحتياجات المعيشية لهن ويفتح أفاق تفكير جديدة على العالم يدعم قدراتهن في قبول الأخر والمختلف والانفتاح على عوالم جديدة تساهم في تعزيز دورهن في مكافحة التطرف والإرهاب على مستوى العائلة وثم على مستوى المجتمع

كما أن النجاح الذي حققته النساء في التواصل الغير فيزيائي فتح أفاق لجمعية زنوبيا في استهداف سيدات جدد في مناطق مختلفة وتوسيع دائرة العمل وقدرة للوصول الدولي لمشاركة تجارب نساء في دول عربية سعيا لمكافحة التطرف والإرهاب والعمل على بناء سلام مستدام وعميق في المجتمعات المحلية عبر النساء وتعزيز دورهن في قيادة المجتمع.

حرر بتاريخ 01/05/2020